دليل شامل حول اللجوء في السويد وكيفية تقديم طلب اللجوء الإنساني والشروط والمتطلبات

دليل شامل حول اللجوء في السويد وكيفية تقديم طلب اللجوء الإنساني والشروط والمتطلبات

دليل شامل حول اللجوء في السويد وكيفية تقديم طلب اللجوء الإنساني والشروط والمتطلبات


تعد السويد واحدة من الدول الأوروبية البارزة في استقبال اللاجئين وتوفير الحماية لهم بموجب القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية. اللجوء في السويد هو طلب الحماية الذي يقدمه شخص إلى السلطات السويدية عندما يشعر بأنه مهدد في بلده الأصلي لأسباب تتعلق بالاضطهاد أو الحرب أو المخاطر الجسيمة على حياته أو حريته. 

 تعترف السويد بعدة أنواع من الحماية الدولية، أبرزها صفة اللاجئ التي تُمنح للأشخاص الذين يتعرضون للاضطهاد بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة أو بسبب آرائهم السياسية. 

 هناك أيضاً ما يعرف بالحماية البديلة، وهي تمنح للأشخاص الذين يواجهون خطر الموت أو التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية أو العقوبات القاسية في بلادهم، حتى لو لم تنطبق عليهم شروط صفة اللاجئ. كما توجد حماية أخرى مؤقتة تُمنح أحياناً في حالات الكوارث أو النزاعات المسلحة واسعة النطاق.

شروط التقدم بطلب اللجوء في السويد

يشترط القانون السويدي أن يكون الشخص موجوداً فعلياً داخل السويد أو على حدودها لكي يتمكن من تقديم طلب اللجوء. لا يمكن تقديم الطلب من خارج السويد أو عبر السفارات أو القنصليات.  

يجب على طالب اللجوء أن يثبت وجود خطر حقيقي يهدد حياته أو حريته إذا عاد إلى بلده الأصلي. هذا الخطر قد يكون ناتجاً عن اضطهاد شخصي أو تهديدات أمنية أو نزاعات مسلحة.  

من الشروط أيضاً ألا يكون الشخص قد حصل على حماية في دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي، حيث يتم حينها تطبيق اتفاقية دبلن التي تقضي بإعادة المتقدم إلى أول دولة آمنة دخلها في أوروبا لدراسة طلبه هناك. يجب على الشخص أن يصرّح بكافة المعلومات الصحيحة المتعلقة بهويته وقضيته، وألا يخفي أي معلومات جوهرية عن السلطات السويدية.

الخطوات الإجرائية: من التقديم إلى الحصول على الوضع القانوني

تبدأ الإجراءات فور وصول الشخص إلى السويد والتوجه إلى أحد مراكز دائرة الهجرة السويدية (Migrationsverket) أو إلى نقطة حدودية رسمية. في البداية، يتم تسجيل بيانات المتقدم وأخذ بصماته وصوره الشخصية. 

 بعد ذلك، يخضع المتقدم لمقابلة أولية تهدف إلى جمع معلومات أساسية عن هويته وسبب قدومه إلى السويد. في المرحلة التالية، يتم ترتيب مقابلة شاملة ومفصلة مع موظف مختص بدراسة قضايا اللجوء، حيث يعرض المتقدم جميع تفاصيل قضيته والأسباب التي تدفعه لطلب الحماية.  

بعد جمع كل الأدلة والمعلومات الضرورية، تبدأ مصلحة الهجرة في دراسة الطلب وتقييم مدى انطباق معايير الحماية عليه. في بعض الحالات، تطلب مصلحة الهجرة معلومات إضافية أو وثائق داعمة. في النهاية، تصدر قرارها بمنح الحماية أو رفض الطلب، مع توضيح الأسباب والإجراءات المتاحة للطعن في القرار إذا لزم الأمر.

حقوق وواجبات طالبي اللجوء في السويد

يتمتع طالبو اللجوء في السويد بعدة حقوق أساسية، حتى أثناء انتظارهم القرار النهائي بشأن طلبهم. يحصلون على الحق في السكن المؤقت الذي توفره دائرة الهجرة أو في السكن الخاص إذا كانت لديهم الإمكانية. يتلقون مساعدة مالية شهرية تغطي احتياجاتهم الأساسية، إضافة إلى الرعاية الصحية الأساسية والرعاية الطبية الطارئة.  

يحق للأطفال طالبي اللجوء الالتحاق بالمدارس السويدية مجاناً، بينما يمكن للكبار الالتحاق ببعض الدورات التعليمية أو التدريبية. أما الواجبات، فتتمثل في التعاون مع السلطات وتقديم المعلومات الصحيحة والكاملة وتحديث دائرة الهجرة بأي تغيير في العنوان أو الحالة الشخصية. 

 يجب أيضاً الالتزام بالقوانين السويدية وعدم ارتكاب أية مخالفات أو جرائم. كما ينبغي الالتزام بحضور المقابلات وجميع الإجراءات المطلوبة وعدم مغادرة السويد أثناء دراسة الطلب دون إذن رسمي.

كيفية تقديم الطلب؟ والمراحل الأساسية

يتم تقديم طلب اللجوء شخصياً لدى دائرة الهجرة السويدية أو عند الوصول إلى نقطة حدودية رسمية. يبدأ الإجراء بتسجيل الطلب وتوثيق البيانات الشخصية وأخذ البصمات والصورة الشخصية للتحقق من الهوية. بعد ذلك، يتم إجراء مقابلة أولية لجمع المعلومات الأساسية.  

المرحلة الأهم هي المقابلة المفصلة التي تتيح لطالب اللجوء شرح أسباب طلب الحماية وتقديم الوثائق والأدلة المتاحة. يتم خلال هذه المقابلة التحقق من جميع التفاصيل المرتبطة بالقضية.  

بعد ذلك، تبدأ دائرة الهجرة في دراسة الملف ومراجعة جميع الأدلة والشهادات والمستندات المقدمة. قد تطلب الدائرة في بعض الأحيان معلومات إضافية أو توضيحات قبل اتخاذ القرار النهائي.

المستندات المطلوبة لطلب اللجوء في السويد

من أجل دعم طلب اللجوء وزيادة فرص القبول، يجب تقديم أكبر قدر ممكن من المستندات والأدلة التي تثبت هوية المتقدم وأسباب طلبه للحماية. من أهم هذه المستندات: جواز السفر أو وثائق الهوية الأخرى، شهادات الميلاد أو الزواج، أي مستندات رسمية تثبت علاقة القرابة بين أفراد الأسرة، تقارير الشرطة أو المحاكم، تقارير طبية في حال وجود إصابات أو آثار تعذيب، رسائل تهديد أو مستندات تثبت الاضطهاد أو الخطر، وشهادات من شهود أو منظمات حقوقية إذا أمكن. 

 في حال عدم توفر جواز السفر أو الوثائق الأصلية، يجب على المتقدم توضيح الأسباب وتقديم أي وثيقة بديلة متاحة. دائرة الهجرة تأخذ بعين الاعتبار صعوبة حصول بعض اللاجئين على وثائق رسمية بسبب ظروف بلدانهم.

مدة معالجة طلب اللجوء والتحديات المحتملة

مدة معالجة طلب اللجوء في السويد تختلف بشكل كبير حسب عدد الطلبات المقدمة في الفترة ذاتها، ومدى تعقيد القضية، وتوافر الأدلة والمستندات. في بعض الحالات الواضحة، قد يصدر القرار في غضون عدة أشهر، لكن في حالات أخرى قد تستغرق العملية سنة أو أكثر.  

من التحديات الشائعة التي يواجهها طالبو اللجوء طول فترة الانتظار، وصعوبة إثبات الاضطهاد أو الخطر الشخصي، أو الحاجة إلى تقديم مستندات يصعب الحصول عليها من بلد المنشأ. 

 كذلك قد يواجه المتقدمون صعوبات في التواصل مع السلطات بسبب حاجز اللغة أو عدم فهم الإجراءات القانونية. هناك أيضاً احتمال تطبيق اتفاقية دبلن، إذ قد يتم تحويل طالب اللجوء إلى دولة أوروبية أخرى إذا تم تسجيل بصماته فيها أولاً.

الحياة أثناء انتظار الرد: السكن والمساعدات المالية

خلال فترة انتظار القرار، يتم توفير سكن مؤقت لطالبي اللجوء في مراكز تابعة لدائرة الهجرة أو في شقق تنتشر في مناطق مختلفة من السويد. يحق لطالب اللجوء الحصول على مساعدة مالية شهرية تغطي الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والملابس والمستلزمات الشخصية.  

هذه المساعدات بسيطة ولكنها كافية لتلبية الضروريات. يحق للأطفال الالتحاق بالمدارس مجاناً، ويحصل الجميع على الرعاية الصحية الأساسية، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي إذا لزم الأمر.  

البعض يختار السكن مع أقارب أو أصدقاء إذا توفرت الإمكانية. قد يشعر الكثير من طالبي اللجوء بالقلق وعدم اليقين خلال فترة الانتظار، خاصة مع طول الإجراءات وصعوبة الاندماج المؤقت في المجتمع.

ماذا بعد الموافقة أو الرفض؟ الاحتمالات المتاحة

عند صدور قرار الموافقة على طلب اللجوء، يُمنح الشخص تصريح إقامة مؤقت أو دائم حسب نوع الحماية وظروف القضية. تصريح الإقامة المؤقت غالباً ما يكون لمدة سنتين ويمكن تجديده إذا استمرت الحاجة للحماية. بعد الحصول على الإقامة، يحق للاجئ البدء في عملية الاندماج في المجتمع السويدي، مثل تعلم اللغة والبحث عن عمل والانضمام إلى برامج التأهيل الاجتماعي. 

 في حال الرفض، يتم إبلاغ المتقدم بأسباب الرفض ويوفر له حق الطعن في القرار أمام المحكمة الإدارية خلال مدة زمنية محددة. 

 إذا تأكد الرفض بشكل نهائي، يتوجب على الشخص مغادرة السويد طوعاً، وإلا فقد يتم ترحيله قسراً. في بعض الحالات الإنسانية أو الخاصة، يمكن تقديم طلب جديد إذا ظهرت ظروف أو أدلة جديدة لم تكن معروفة سابقاً.

التحديات التي يواجهها اللاجئون في السويد والموارد المساندة

يواجه اللاجئون في السويد العديد من التحديات خلال  الانتظار وبعد الحصول على الإقامة. من أبرز هذه التحديات صعوبة تعلم اللغة السويدية، والاندماج في سوق العمل، والتعامل مع اختلافات الثقافة والقيم المجتمعية. هناك أيضاً مشكلات تتعلق بالبطالة، وصعوبة إيجاد سكن دائم، والشعور بالعزلة الاجتماعية أو الحنين للوطن والأسرة.  

كما يمكن أن يواجه البعض تمييزاً أو صعوبات بيروقراطية. لمواجهة هذه التحديات، توفر السويد العديد من الموارد والدعم، مثل دروس اللغة المجانية، وبرامج الاندماج الاجتماعي والثقافي، ودعم نفسي واجتماعي عبر منظمات غير حكومية، بالإضافة إلى خدمات استشارية وتوجيهية من مراكز العمل والهجرة. كما تلعب الجمعيات والجاليات دوراً مهماً في مساعدة اللاجئين الجدد على التكيف مع المجتمع السويدي.

اللجوء في السويد عملية إنسانية وقانونية معقدة تهدف إلى حماية الأفراد المهددين في أوطانهم ومنحهم فرصة لحياة آمنة وكريمة. رغم التحديات العديدة التي يواجهها طالبو اللجوء أثناء الإجراءات أو بعد الحصول على الإقامة، إلا أن السويد تبقى من الدول الرائدة في تقديم الحماية والمساعدة للاجئين.  

يظل اندماج اللاجئين في المجتمع السويدي والتغلب على الصعوبات رهناً بالعزيمة الشخصية والدعم المتوفر من الدولة والمجتمع المدني على حد سواء. 

 في نهاية المطاف، يشكل اللاجئون جزءاً من النسيج المتنوع للمجتمع السويدي، ويساهمون في إثراءه ثقافياً واقتصادياً عندما تتوفر لهم الفرصة المناسبة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم